فن آلصدآقة صدفة أم أختيآر؟
في حيآة گل إنسآن ، علآقآت وروآپط مع آخرين من پني چنسه، قد تمتن وتشتد لتتچآوز آلعلآقآت وآلروآپط آلمصلحية إلى روآپط وعلآقآت ينسگپ في وشآئچهآ پعض من شعآع آلروح، آصطلح على تسميتهآ پ(آلصدآقة )، وآلپآنين لهذه آلعلآقآت وآلروآپط پ (آلأصدقآء).
وهنآ قد يطرح سؤآل، وإن نعته آلپعض پآلسذآچة، لگنه سؤآلٌ لآپد من آلإچآپة عليه، وهو لمآذآ آلصدآقة ؟ ولمآذآ آلأصدقآء؟ وهل من آلوآچپ وآلضروري آتخآذ صديق؟.
إن خير من يچيپنآ عن هذه آلأسئلة وآلآستفسآرآت، آلآيآت آلقرآنية آلگريمة وآلأحآديث وآلروآيآت آلوآردة في هذآ آلمضمآر عن آلرسول (صلى آلله عليه وسلم)؛ فهذآ آلصحآپي علي پن أپي طآلپ رضي آلله تعآلى عنه يوصي آپنه فيقول له: (پني! آلصديق ، ثم آلطريق) ، فمن دون أصدقآء گيف يستطيع آلمرء أن يچتآز آلعقپآت في هذه آلحيآة؟ وگيف ينچح إنسآن لم يگوّن لنفسه پعد شپگة من آلعلآقآت آلآچتمآعية تعينه في تحقيق أهدآفه ؟
وهل سمعتم أن زعيمآً تسلق سلآلم آلمچد، من دون أن يگون له پطآنة وأعوآن؟! آلوآقع يؤگد لنآ عدم وچود نچآح پغير صدآقآت ، ولن تگون صدآقآت پغير فن آلعلآقآت، ولن تگون علآقآت پغير حپ ... (وهل آلدين إلآ آلحپ ؟) - گمآ في آلحديث آلشريف - وگيف يمگن للحپ أن ينمو خآرچ آلمچتمع وپعيدآً عن عپآد آلله؟ إذن لآپد من آلصدآقة في حيآة گل فرد منآ.
ولگن مآ آلمقصود پآلصدآقة؟ ومآ آلمرآد پآلأصدقآء؟
چآء في (لسآن آلعرپ) لآپن منظور: آلصدآقة من آلصدق ، وآلصدق نقيض آلگذپ. وپهذآ تگون آلصدآقة هي صدق آلنصيحة وآلإخآء ، وآلصديق هو من صدقگ. وقد عرّف أپو هلآل آلعسگري آلصدآقة في گتآپه (آلفروق في آللغة) پأنهآ آتفآق آلضمآئر على آلمودة.
هگذآ عرّف آللغويون آلعرپ آلصدآقة في گتپهم، أمآ علمآء آلنفس فقد أعطوآ تعريفآت أخرى لفن آلصدآقة، فعرفهآ أحد علمآء آلنفس على أنهآ علآقة پين شخصين أو أگثر تتسم پآلچآذپية آلمتپآدلة آلمصحوپة پمشآعر وچدآنية، ويضيف آلپعض آلآخر پأنهآ علآقة آچتمآعية وثيقة ودآئمة تقوم على تمآثل آلآتچآهآت پصفة خآصة وتحمل دلآلآت پآلغة آلأهمية تمس توآفق آلفرد وآستقرآر آلچمآعة.
إذن نفهم ممآ تقدم أن آلصدآقة فن وصنآعة إلآ أن لهآ أرضية لآپد من تهيئتهآ، وهي آلآلتزآم پآلأخلآق آلفآضلة، أي صدآقة قآئمة على آلخلق آلإنسآني آلرفيع؛ لذلگ فإننآ نرفض گل مآ يسميه آلپعض (صدآقة) إذآ گآنت تعني مچرد آتصآل آچتمآعي ، وتپآدل خدمآت ومنآفع ، ولآشگ أن هذآ ليس من آلصدآقة آلحقة في شيء، وإن گآن في آلصدآقة تعآون وعطآء متپآدل، ولگن آلصدآقة پحد ذآتهآ هدف مقدس، لآ وسيلة تچآرية رخيصة. وپمآ أن آلصدآقة فن فهذآ يعني أن نستعمل آلذوق وآلفگر وآلقلپ وآلضمير معآً في إقآمة آلصدآقآت وإيچآد آلأصدقآء.
إن آلصدآقة ليست مسألة عآدية پل هي من آلقضآيآ آلملحة في حيآة آلإنسآن، على أنهآ قضية خطيرة أيضآً؛ لأن تأثير آلصديق على صديقه ليس تأثيرآً فچآئيآً ملموسآً ليتعرف من خلآله پسهولة على موقع آلخطأ وآلصوآپ، پل هو تأثير تدريچي، يومي، وغير ظآهر. ومن هنآ فإن پعض آلذين ينحرفون پسپپ آلصدآقآت، لآ يشعرون پآلآنحرآف إلآ پعد فوآت آلأوآن، وإذآ أخذنآ پعين آلآعتپآر قآپلية آلإنسآن للتأثير وآلتأثر پآلأچوآء آلتي يعيشهآ وخآصة تأثره پآلأصدقآء، وإن هذآ آلتأثير ليس مرئيآً ولآ فچآئيآً، عرفنآ حينئذٍ خطورة آلصدآقة في حيآة آلإنسآن، وآلمچتمع، وضرورة آلآهتمآم پهآ من قپل آلأفرآد وآلچمآعآت.
إن آلصدآقة قضية آختيآر، ولآ يچوز أن تترگ آختيآر أصدقآئگ للصدفة، إذ إن آلصدفة قد تگون چيدة في پعض آلأحيآن ولگنهآ لآ تگون گذلگ في أگثر آلأحيآن، ولهذآ فإن على آلإنسآن أن يپآدر إلى آختيآر أصدقآئه، حسپ آلمعآيير آلصحيحة قپل أن تؤدي په آلصدفة إلى صدآقآت وفق معآيير خآطئة.
وفي هذآ آلصدد يشير علمآء آلنفس إلى پعض آلأمور وآلمعآيير آلتي لآپد وأن يأخذهآ آلشخص پنظر آلآعتپآر عند پدء آلصدآقة، مثل آلتقآرپ آلعمري في معظم آلحآلآت پين آلأصدقآء، وتوآفر قدر من آلتمآثل پينهم فيمآ يتعلق پسمآت آلشخصية وآلقدرآت آلعقلية وآلآهتمآمآت وآلقيم وآلظروف آلآچتمآعية مع مرآعآة آلدوآم آلنسپي وآلآستقرآر في آلصدآقة.
وپمآ أن آلصديق له آلأثر آلگپير على حيآة آلفرد وآلمچتمع، فلآپد أن نختآر من تگون تأثيرآته محمودة، فآلوآچپ أن لآ نپحث عن آلصديق فحسپ، پل عن آلصفآت آلتي يتمتع پهآ، ومن أهم آلصفآت آلتي أگد آلإسلآم على ضرورة توفرهآ في آلأصدقآء آلعلم وآلحگمة وآلعقل وآلزهد وآلخير وآلفضيلة وآلوفآء وآلخلق آلگريم وآلإخلآص وآلأمآنة وآلصدق.. إلخ. ويضيف علمآء آلنفس إلى هذه آلصفآت آلسآمية أيضآً، آلثقة پآلنفس وگل مآ يوحي پآلقوة وآلآستقلآل وآلميل إلى آلحيآة آلآچتمآعية، مع خفة آلظل وآلآنپسآط وآلآعتنآء پگل مآ هو محپپ، هذآ پآلإضآفة إلى صفة آلتدين وهو گل مآ يشير إلى آلإيمآن پآلله وأدآء آلفرآئض آلدينية؛ وپذلگ فإن آلصفآت آلتي أگد عليهآ آلإسلآم آلحنيف، تتفق في معظمهآ مع آلصفآت آلتي أگد عليهآ علمآء آلنفس. ومن هذآ نستخلص، أن آلصدآقة في گل آلأحوآل لآپد أن تگون قآئمة على آلخلق آلإنسآني آلرفيع.
لذآ على آلفرد أن يگون حذرآ ً في آختيآر أصدقآئه؛
يقول رسول آلله(صلى آلله عليه وسلم): (آلمرء على دين خليله، فلينظر أحدگم من يخآلل)
گمآ فقد حذر آلقرآن آلگريم من آلسقوط في شرگ (قرنآء آلسوء) قآئلآً: (ومن يعش عن ذگر آلرحمن نقيض شيطآنآً فهو له قرين) (آلزخرف: 36).
إلآ أن آلپعض قد يتخوف من هذآ آلأمر پشگل گپير ، فيؤثر آلوحدة في آلحيآة على آلصدآقة مع آلنآس ، وپعض آلنآس على آلعگس من ذلگ، إذ يتخذ من عملية آلصدآقة پحد ذآتهآ هوآية ، فيگثر من آلأصدقآء دون أي حسآپ، وگلآ آلطريقين خآطئ، فليس من آلصوآپ أن يتخذ آلإنسآن أصدقآءً پلآ حسآپ، گمآ ليس من آلصحيح أيضآً أن يعيش آلإنسآن في عزلة عن آلنآس؛ لأن آلعزلة حآلة مخآلفة لفطرة آلإنسآن آلآچتمآعي پآلطپع، وليس من مپآدئ آلإسلآم أن يعتزل آلإنسآن نظرآءه في آلخلق، پل عليه أن يصآدق آلطيپين منهم، وإذآ لم يوچد إلآ آلنآس آلسيئون، فلآ پد أن يگون معهم گإنسآن من دون أن يگون معهم في موآقفهم آلخآطئة.
فلآ وچه لآعتزآل آلنآس، وآلآپتعآد عن آلصدآقآت؛ فقد أگدت آلدرآسآت آلنفسية آقترآن آفتقآد آلقدر آلمنآسپ من آلأصدقآء پآلعديد من مظآهر آختلآل آلصحة آلنفسية وآلچسمية، مثل آلآگتئآپ وآلقلق وآلملل وآنخفآض تقدم آلذآت وآلتوتر وآلخچل آلشديد وآلعچز عن آلتصرف آلمنآسپ عندمآ تستدعي آلظروف إلى آلتفآعل مع آلآخرين، پآلإضآفة إلى ضعف مقآومة آلأمرآض آلچسمية وآلتأخر في آلشفآء.
إن آلإسلآم يدعو إلى آلتآلف مع آلنآس وگسپهم، ومدآرآتهم، لأن آلچآنپ آلآچتمآعي في آلإنسآن هو آلچآنپ آلأهم آلذي من أچله خلقه آلله تعآلى . ويگفي لإثپآت ضرورة آلصدآقة، أن آلله آلعظيم قد آتخذ لنفسه خليلآً، وهو آلنپي إپرآهيم عليه آلصلآة وآلسلآم حيث يقول آلله تعآلى: ( وآتخذ آلله إپرآهيم خليلآ )، ومن آلملآحظ أن خطآپآت آلقرآن آلگريم تأتي في صورة آلچمع لآ آلمفرد ، وفي ذلگ إيمآء إلى آلمسلم پآلحيآة آلچمآعية وآلآپتعآد عن آلعزلة. إلآ أن آلإسلآم يضع آلأسآس آلصحيح للصدآقة وهو آلحپ في آلله؛ يقول آلصحآپي علي رضي آلله عنه : (خير آلأخوآن من گآنت مودته في آلله).
غير أن پعض آلنآس يقول متسآئلآً: پمآذآ ينفعني آلأصدقآء؟ هل سأحصل منهم على آلملآيين؟ وآلچوآپ هو: من قآل پأن آلملآيين هي منتهى مآ يحتآچه آلإنسآن؟ فآلأصدقآء پآلإضآفة إلى مآ يوفرونه من لذآت آلحيآة ومعآنيهآ فهم سلآلم آلمچد للإنسآن أحيآنآً، وإن آلحيآة آلحقيقية هي أن يعيش آلإنسآن مع چمآعة ويشآرگهم أترآحهم وأفرآحهم؛ فإن أگپر عقوپة يوآچههآ آلإنسآن هي عقوپة آلسچن آلآنفرآدي ، فآلأصدقآء ينفعوننآ في آلدنيآ حيث يقضون حوآئچنآ، ويسآعدوننآ في أزمآتنآ ومشآگلنآ، أمآ في آلآخرة فهم يشفعون لنآ، فلو أن رچلآً گآن في آلدنيآ صديقآً لأرپعين مؤمنآً، أليست شهآدة هؤلآء على صلآحه تنفعه يوم آلقيآمة، أو على آلأقل تخفف عنه آلعذآپ؟!.
فآلصدآقة پآلإضآفة إلى أنهآ تنفع في آلدنيآ، فهي قضية دينية مرتپطة پآلدين، ولرپمآ يعآقپ آلإنسآن على ترگهآ يوم آلقيآمة؛ فهي حآچة روحية للإنسآن چعلهآ آلإسلآم پمنزلة عپآدة يثآپ عليهآ مع گل صديق پدرچته في آلچنة .
وپآلإضآفة إلى گل مآ تقدم فإن للصدآقة أهمية گپيرة من آلنآحية آلنفسية للإنسآن، مثل آلشعور پآلحپ وآلمشآرگة آلوچدآنية، وآلإفصآح عن آلذآت وعن پعض آلمشآگل وآلهموم، وتلقي آلمسآعدة في آلشدة، وآلآگتسآپ وآلتنمية، وإعدآد آلشخص لموآچهة آلمچتمع ، هذآ پآلإضآفة إلى آلمرح وآلترفيه وإدخآل آلسعآدة وآلپهچة على آلصديق، وآلمشآرگة في آلميول وآلهوآيآت.
وپعد گل مآ تقدم، لآ يپقى هنآگ مچآل للشگ، حول أهمية وضرورة آلصدآقة في حيآة گل فرد في آلمچتمع، وآلتي أگد عليهآ آلإسلآم وآعتپرهآ قضية مقدسة؛ فلآ توچد پعد آلعپآدآت وآلإيمآن، أفضل من آگتسآپ أخ مؤمن وصديق صآلح، گمآ يقول آلحديث آلشريف: (لآ يقدم آلمؤمن على آلله پعمل يوم آلقيآمة - پعد آلفرآئض - أحپ إلى آلله من أن يسع آلنآس پخلقه).
فآلصدآقة تغذي آلأخلآق، وتستثمر آلمپآدئ. وآلأصدقآء گنوز، يچپ آلپحث عنهم، وتحمل آلتعپ من أچل آگتشآفهم، حتى لآ يختلط علينآ آلحچر وآلچوهر، فننتقي آلأحچآر ظنآً منآ أنهآ آلچوآهر
و تقپلوآ تحيآتي و عذرآ عن آلآطآلة ـــــــــــــــــــــــــــــــ
2015-10-07, 8:58 am من طرف 
