)~HeRo~( المدير العام
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1463 تاريخ الميلاد : 11/11/1997 تاريخ التسجيل : 14/07/2013 العمر : 27 العمل : طالب
| موضوع: اسوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 2013-07-29, 10:57 pm | |
| [b style="line-height: 22.5px;"]اتخذوا من الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة:[/b] إن المسلمين اليوم في حاجةٍ شديدةٍ إلى أن يذكروا محمدًا رسول الله، الذي احتملَ الآلام، وصابر المشَّقات في سبيلِ بناء الإسلام، وإقامة صرحه الشامخ حتى يكون لهم أن يقتدوا به اقتداءً عمليًّا، يزلزل الأوهام في نفوسهم، والاستبداد والظلم في أوطانهم.وإن الواجبَ على كل مسلمٍ ومسلمة، أن يتأسَّى برسول الله- صلى الله عليه وسلم- في كل جوانبِ حياتهم، فإن ذلك هو الطريق الوحيدة لنيل الأمن والسعادة في الدنيا، والفوز والنعيم في الآخرة.والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في:- عبادته: فلقد كان أعلم الناس بالله، وأتقاهم له وأخشاهم، ومع ذلك كان يصوم ويفطر، ويقوم ويرقد، ويأتي النساء، ولم يُؤثِّر ذلك في كونه أعبد الناس.- معاملة الجيران: وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه" (متفق عليه).- معاملة الناس: فلقد باع واشترى، وكان سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، وسمحًا إذا قضى وسمحًا إذا اقتضى.- الأخلاق والسلوك عامةً: وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقًا وأدبًا وأكرمهم وأتقاهم معاملةً، قال عنه ربه عز وجل مادحًا خلقَه الكريم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ (القلم)، وعن عائشة- رضي اللَّه عنها- لما سُئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان خُلقه القرآن". (صحيح مسلم).- السلم والحرب واحترام العهود والوفاء بها: لقد دخل- صلى الله عليه وسلم- المدينةَ رافعًا راية السلام، ودخل يقول: "أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". (رواه الترمذي عن عبد الله بن سلام)، وعندما دخل مكة المكرمة فاتحًا منتصرًا كان قوله لمن حاربوه وعادوه"اذهبوا فأنتم الطلقاء".بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ما أروع سيرتك، وما أعظم بركتك، إنها المدرسة الإلهية لكل قائد وكل زعيم، وكل رئيس، وكل حاكم، وكل سياسي، وكل معلم، وكل زوج، وكل أب، أنت المثل الإنساني الكامل لكل مَن أراد أن يقترب من الكمال في أروع صوره واتجاهاته ومظاهره، فالحمد لله الذي أنعم بك علينا أولاً، وعلى الإنسانية ثانيًّا.المسلم يحتفي برسول الله كل يومإنَّ احتفاءنا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليس يومًا من شهر، وإنما احتفاؤنا به في كلِّ بوم، وليس مرةً واحدةً في اليوم، وإنما عشرات المرات، مع كل نداء وإقامة للصلاة الدنيا كلها تتجاوب وتردد مع المؤذن أشهد أن محمدًا رسول الله، ومع كل تشهُّد في الصلاة يكون للمسلم لقاءٌ مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتوجه فيه بالسلام عليه: "السلام عليك أيها النبي"، معبرًا به عن زيارة معنوية له- صلى الله عليه وسلم- ولقاء معه، ومرحبًا ومهنئًا إياه.البشرية تنحدر إلى الهلاكوإن المتأمل في الواقع العالمي يرى البشرية تنحدر إلى هوةٍ سحيقةٍ تكاد تأتي على الأخضر واليابس، وانقسم العالم الآن إلى فريقين:- قوي يريد بأنيابه أن يهيمن على الآخرين، ويفرض عليهم ما يريد من قيود تكبلهم، ومعاهدات تستنزف خيراتهم، وتجعل من نفسها وصيًّا عليهم، وبالتالي فهي تحول بينهم وبين الحرية والسيادة على أرضهم، وحرية التصرف في مقدراتهم.. وتوقد نيران الحروب بما اصطلحوا عليه من ضرباتٍ استباقية، لتأمين مصالحها، وكبح جماح المواطنين الأحرار الذين تسوِّل لهم أنفسهم مقاومة الظلم، واسترداد الحقوق والحريات، ومقاومة المحتل، ثم هي لا تكتفي بذلك بل تُشعل الحروب بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد حتى يستنصروا بهم ويتعلقوا بحبالهم.- وأما الفريق الآخر فضعيفٌ أذلَّه الفقر، وأعجزه الجهل، وأعياه المرض، وزاد من ضعفه الفرقة، وفوق ذلك ابتلي بحكوماتٍ مستبدة تُقيِّد حرياته، وتُنزل به ألوانًا من الظلم، وتُغلق وجوه الكسبِ أمامه، وتأبى إلا أن تظلَّ قابعةً على ظهره، مسلطةً على مقدراته، تمتص ما بقي من دمائه، ويصل بهم الطغيان إلى أقصى مدًى حين يحولون بين هذا الشعب المظلوم المكبوت المقهور، وصرخةِ ألم أو صيحة إنقاذ.لقد أصبح السواد الأعظم من أبناء الأمة الإسلامية في كل أنحاءِ العالم يحيون في مستوياتٍ دون الحد الأدنى من الفقر، وضربت البطالة بأطنابها في كل فئاتِ المجتمع، وتفشَّت الأمراض، وعزَّ الدواء، وإذا وُجد فلا يقدر على شرائه، وحلَّ الفساد بالتعليم، وانتشرت الرشوة والمحسوبية، والأثرة والأنانية، وسرت الجريمة في كثيرٍ من طبقاتِ المجتمع، وبدل أن تنشغل النظم الحاكمة بعلاج هذه المشكلات انصرف بعضها إلى التضييق على أبناء الصحوة الإسلامية الذين يسعون إلى الأخذ بيد الأمة وتحقيق نهضتها والتصدي لأعدائها من الصهاينة وأعوانهم.العدو يخشى جذوة الإيمانومن المؤسف أن عدونا يعلم أن سرَّ قوة الأمة يكمن في إيمانها وحبها للجهاد والشهادة في سبيل الله؛ ولذا كان أول ما حاولوا هو القضاء على هذه الجذوة الإيمانية فسخَّر كل إمكانياته وأعوانه لتحقيق ذلك، ولكن الله أحبط كيده وبقيت الأمة على فطرتها تستجيب لمن يدعوها إلى الجهاد وحب الشهادة.. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)﴾ (الصف).الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمينلقد بعث الله عز وجل رسوله رحمةً للعالمين، فمن تبعه كان له الفلاح في الدنيا والآخرة.. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ (الأنبياء)، وقال صلى الله عليه وسلم "إنما بُعثْتُ رحمة"، ففي ظل شريعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينعم البشر جميعًا بالحريةِ والعدل والمساواة وتُرحم البشرية من الجور والشقاء والخوف والرعب الذي جرَّه عليهم عنادهم ليس برفض الرحمة المهداة، ولكن بأبعد من ذلك بإعلان الحرب على شريعة السماء والتطاول والنيل من الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير.. ألا ما أتعس البشرية!.. وما أشد ما ينتظرها من شقاءٍ ونكد وضنك لو بقيت على ما هي عليه ولم تستجب لله ورسوله!!.. ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ (طه: 124).دماء الشهداء تمنح الأمة العافيةأيها المسلمون.. لا تستعظموا الدماءَ التي تُراق في سبيل نصرة الحق ومقاومة المحتل، ولا التضحيات التي تُبذل لوقف الفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي.. فإن ذلك قليل أمام نبل الغاية وعظم الأجر.فالجهاد الجهاد أيها المسلمون إنه لتجارة منجية من عذاب الله، ومقربة لنعيم الله، ومحققة لنصر الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13)﴾ (الصف).أصلح نفسك وادع غيركإن من واجبنا- نحن المسلمين- وفي أيدينا شعلة النور وقارورة الدواء أن نتقدَّم لنصلح أنفسنا وندعو غيرنا، وإن الإخوان المسلمين يقصدون أول ما يقصدون إلى تربية النفوس وتجديد الأرواح وتقوية الأخلاق وتنمية الرجولة الصحيحة في نفوس الأمة، ويعتقدون أن ذلك هو الأساس الأول الذي تُبنى عليه نهضات الأمم والشعوب.. فإن نجحنا فذاك، وإلا فحسبنا أن نكون قد بلَّغنا الرسالة، وأدينا الأمانة، وأردنا الخيرَ للناس، ولا يصح أبدًا أن نقطعَ الأملَ في الإصلاح، أو يوقفنا عن نشر رسالة الرسول- صلى الله عليه وسلم- ضعف الأثر الملموس، مع كثرة التضحيات والدماء، فحسب الذين يحملون الرسالات ويقومون بالدعوات من عوامل النجاح أن يكونوا بها مؤمنين ولها مخلصين وفي سبيلها مجاهدين، وأن يكون الزمن ينتظرها والعالم يترقبها.. ﴿وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (التوبة: من الآية 94)، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. | |
|